قال اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الأسبوعية انه تمثل الرقمية ركيزة أساسية في تطوير صناعة التأمين على المستوى المحلي والدولي. فهي تسهم في تعزيز الثقة، رفع كفاءة العمليات، وتقليل مخاطر الاحتيال.
ويرى الاتحاد أن الهوية الرقمية تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الابتكار في صناعة التأمين المصرية. فهي تتيح لشركات التأمين تقديم خدمات أكثر كفاءة وأمانًا، بما يسهم في حماية حقوق العملاء وتحقيق الشمول التأميني.
ويؤكد الاتحاد التزامه بدعم الجهود الوطنية في مجال التحول الرقمي، وتشجيع شركات التأمين على تبني الهوية الرقمية كخطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استدامة وموثوقية.
واضاف انه لتحقيق مستقبل أكثر أمانًا، يوصى الاتحاد بالاستثمار المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتعزيز قدرات إدارة المخاطر وكشف الاحتيال. كما أن تعزيز التعاون والشراكات بين شركات التأمين ومقدمي التكنولوجيا سيشكل حجر الزاوية في بناء نظام بيئي تأميني رقمي آمن وموثوق.
وتابع :أنه مع تزايد الوعي بأهمية حماية البيانات، ستصبح الهوية الرقمية الموثوقة هي المفتاح لإضافة إمكانيات جديدة لقطاع التأمين، مما يضمن مستقبلًا أكثر أمانًا ومرونة للجميع .
مفهوم الهوية الرقمية
تشير الهوية الرقمية إلى مجموعة من البيانات الإلكترونية التي تعرّف الفرد أو المؤسسة في البيئة الرقمية. وتشمل هذه الهوية:
1. المعلومات الشخصية
البيانات الأساسية المشابهة لوثائق الهوية الرسمية مثل الاسم والعنوان ومكان وتاريخ الميلاد وغيرها من المعلومات المهمة.
2. البيانات البيومترية
الخصائص البيولوجية الفريدة التي لا يمتلكها سوى شخص واحد، مثل: بصمات الأصابع، التعرف على الوجه، مسح الشبكية، التعرف على الصوت.
3. البيانات السلوكية
وتشمل أنماط سلوك الشخص في العالم الرقمي، مثل: سجل المعاملات، عادات التصفح، التفاعلات مع وسائل التواصل الاجتماعي.
4. بيانات الاعتماد
وتتضمن أسماء المستخدمين وكلمات المرور ومعلومات تسجيل الدخول الأخرى المستخدمة للوصول إلى الخدمات عبر الإنترنت.
دور الهوية الرقمية في إدارة المخاطر في قطاع التأمين
تلعب الهوية الرقمية دورًا هاماً في تعزيز إدارة المخاطر في قطاع التأمين، وذلك من خلال توفير آليات أكثر دقة وكفاءة لتقييم المخاطر والتحقق من الهويات، مما يقلل من عمليات الاحتيال ويحسن من قدرة شركات التأمين على اتخاذ قرارات مستنيرة. كما يساهم التحول الرقمي في مجال التأمين في تحسين نمذجة المخاطر، وتسهيل الامتثال التنظيمي، والحماية من الاحتيال.
تحسين نمذجة المخاطر:
تتيح الهوية الرقمية لشركات التأمين الوصول إلى كم هائل من البيانات حول العملاء، مما يمكنها من بناء نماذج مخاطر أكثر دقة وتخصيصًا. فمن خلال تحليل البيانات المتعلقة بسلوكيات العملاء وتاريخهم، يمكن لشركات التأمين تقييم المخاطر بشكل أفضل وتحديد أسعار أكثر عدالة. على سبيل المثال، في تأمين السيارات، يمكن استخدام بيانات القيادة التي يتم جمعها من خلال أجهزة الاستشعار في السيارات لتقييم سلوك السائق وتحديد قسط التأمين بناءً على ذلك.
كشف الاحتيال ومنع الهجمات السيبرانية:
تعتبر عمليات الاحتيال من أكبر التحديات التي تواجه قطاع التأمين. تساهم الهوية الرقمية في الحد من هذه العمليات من خلال توفير آليات تحقق قوية. يمكن استخدام تقنيات مثل المصادقة متعددة العوامل والتحقق البيومتري للتأكد من هوية العميل عند تقديم المطالبات، مما يقلل من المطالبات الاحتيالية. كما تساعد الهوية الرقمية في تتبع الأنشطة المشبوهة وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى محاولات احتيال.
الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر:
يفتح دمج الهوية الرقمية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لإدارة المخاطر. فيمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة التي يتم جمعها من خلال الهويات الرقمية لتحديد المخاطر المحتملة بشكل استباقي. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، مما يسمح لشركات التأمين باتخاذ إجراءات وقائية لحماية عملائها وتقليل الخسائر.
دور الهوية الرقمية في حماية العملاء في التأمين الرقمي
تتجاوز أهمية الهوية الرقمية في قطاع التأمين مجرد إدارة المخاطر لتشمل تعزيز حماية العملاء وتجربتهم بشكل عام. ففي بيئة رقمية متزايدة التعقيد، يصبح بناء الثقة وتوفير تجربة سلسة وآمنة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على ولاء العملاء وجذب عملاء جدد.
تعزيز تجربة العملاء الشخصية:
تتيح الهوية الرقمية لشركات التأمين فهمًا أعمق لاحتياجات وتفضيلات كل عميل على حدة. من خلال تحليل البيانات المرتبطة بالهوية الرقمية، يمكن لشركات التأمين تقديم منتجات وخدمات تأمينية مخصصة تتناسب مع أنماط حياة العملاء ومخاطرهم الفردية. هذا التخصيص لا يزيد فقط من رضا العملاء، بل يعزز أيضًا من شعورهم بالأمان والثقة بأن احتياجاتهم يتم تلبيتها بدقة. على سبيل المثال، يمكن لشركات التأمين تقديم عروض تأمينية مصممة خصيصًا بناءً على سجل القيادة الآمن أو السلوكيات الصحية للعميل.
تمكين المشاركة متعددة القنوات والخدمة الذاتية:
تسهل الهوية الرقمية التفاعل السلس للعملاء مع شركات التأمين عبر قنوات متعددة، سواء كانت تطبيقات الهاتف المحمول، المواقع الإلكترونية، أو حتى روبوتات الدردشة. يمكن للعملاء استخدام هويتهم الرقمية لتسجيل الدخول بأمان، وتقديم المطالبات، وتحديث بياناتهم، وإدارة وثائق التأمين الخاصة بهم في أي وقت ومن أي مكان. هذا التمكين للخدمة الذاتية لا يوفر الوقت والجهد على العملاء فحسب، بل يقلل أيضًا من الأخطاء البشرية ويزيد من كفاءة العمليات.
بناء الثقة والشفافية:
تعتبر الثقة حجر الزاوية في العلاقة بين شركات التأمين وعملائها. وتساهم الهوية الرقمية في بناء هذه الثقة من خلال توفير آليات شفافة وآمنة للتحقق من الهوية وحماية البيانات. فعندما يثق العملاء بأن معلوماتهم الشخصية محمية وأن هويتهم الرقمية آمنة، يكونون أكثر استعدادًا للمشاركة في الخدمات الرقمية. كما أن الشفافية في كيفية استخدام البيانات ومعالجتها تعزز من هذه الثقة، مما يؤدي إلى علاقات طويلة الأمد ومستدامة بين شركات التأمين وعملائها.
الحلول والتوجهات المستقبلية لتعزيز الأمان
لمواجهة التحديات والمخاطر المرتبطة بالهوية الرقمية في قطاع التأمين، هناك العديد من الحلول والتوجهات المستقبلية التي يمكن أن تساهم في تعزيز الأمان وبناء مستقبل أكثر استدامة لهذا القطاع.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة:
يمكن للذكاء الاصطناعي والأتمتة أن يلعبا دورًا محوريًا في تعزيز أمان الهوية الرقمية وإدارة المخاطر. فمن خلال استخدام روبوتات الدردشة (Chatbots) لتقديم دعم فوري للعملاء والإجابة عن الأسئلة، يمكن تقليل الأخطاء البشرية وتحسين سرعة الاستجابة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل التنبؤ، أن يساعد في تحديد العملاء المحتملين وتحديد الأنماط المشبوهة التي قد تشير إلى محاولات احتيال .
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم بنوك وتأمين على موقعك المفضل البيان الاقتصادي نيوز.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا: