كشفت النشرة الاسبوعية لاتحاد شركات التأمين المصرية إلى أنه يشكّل تغيّر المناخ تحدياً متفاقماً يترك آثاراً اجتماعية واقتصادية عميقة، تتجاوز حدود الظواهر البيئية لتطال الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، وفي مقدمتها النساء. فبحسب الدراسات الدولية، تتعرض النساء لتأثيرات الكوارث المناخية بمعدلات أعلى من الرجال نتيجة التفاوت في توزيع الأدوار الاجتماعية، وضعف القدرة المالية، والقيود القانونية المرتبطة بالملكية والموارد.
ويشير محتوى التقرير إلى أن النساء يمثلن نحو 80% من النازحين بسبب المناخ، كما أظهرت دراسة أن احتمالات وفاة النساء أثناء الكوارث المناخية تفوق الرجال بـ 14 مرة، وهو ما يكشف عمق الفجوة بين الجنسين في القدرة على التكيّف والصمود.
تزايد المخاطر وتعقّد التحديات
استعرض التقرير التحديات المتسارعة الناتجة عن الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، والتي تؤدي إلى تدمير مصادر الدخل والأصول الزراعية وتفاقم العنف القائم على النوع الاجتماعي، فضلاً عن تأثيرها السلبي على صحة النساء وإمكانية حصولهن على خدمات الرعاية الصحية والإنجابية. كما يتوقع أن يسهم تغيّر المناخ في دفع 158 مليون امرأة وفتاة إلى الفقر بحلول 2050.
التأمين كأداة تمكين اقتصادي واجتماعي
يرصد التقرير الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الصناعة التأمينية في توفير حماية مالية للنساء، وتعزيز قدرتهن على التعافي من الصدمات المناخية. ويبرز التقرير ثلاثة نماذج فعالة في هذا الإطار:
1- التأمين متناهي الصغر: الذي يوفر أقساطاً منخفضة تتناسب مع محدودية دخل المرأة، ويغطي الأنشطة الصغيرة والصحية والأسرية.
2- التأمين الزراعي القائم على المؤشر: الذي يعتمد على مؤشرات مثل الأمطار ودرجات الحرارة، ويقدّم تعويضات سريعة دون إجراءات إثبات الخسائر.
3- التأمين البارامتري: الذي يصرف التعويض تلقائياً عند حدوث الظاهرة المناخية، بما يضمن سرعة الدعم واستمرارية مصادر الدخل.
ويؤكد التقرير أن توفير تغطيات تأمينية مرنة يساعد النساء على تبنّي تقنيات زراعية متكيّفة مع المناخ، ويمكن أن يمنحهن قدرة أفضل على الحصول على القروض عبر استخدام الوثيقة كضمان.
تجارب دولية تثبت فاعلية التأمين
تضمن التقرير نماذج ناجحة من دول نامية أثبتت قدرة التأمين على تغيير واقع النساء في مواجهة المناخ، أبرزها:
– برنامج التأمين البارامتري للعاملات الهنديات الذي يصرف تعويضاً فورياً عند تجاوز الحرارة مستوى معين.
– مبادرات التأمين متناهي الصغر في فيجي لمواجهة الأعاصير وإعادة بناء المنازل.
– برامج التأمين الزراعي المرتبط بقروض صغيرة في أفريقيا وآسيا.
التحديات التي تواجه النساء للوصول إلى التأمين
حدد التقرير مجموعة من العقبات التي تعيق استفادة النساء من التأمين المناخي، أهمها:
– عدم امتلاك المرأة للأراضي أو الأصول اللازمة للحصول على التأمين الزراعي.
– القيود الثقافية والاجتماعية التي تحد من قدرتها على اتخاذ قرارات مالية مستقلة.
– ضعف الثقافة المالية والتأمينية.
– عدم ملاءمة منتجات التأمين لاحتياجات النساء العاملات في الاقتصاد غير الرسمي.
– ضعف البنية التحتية المالية والرقمية في المناطق الريفية.
رؤية اتحاد شركات التأمين المصرية
أكد اتحاد شركات التأمين أن تمكين المرأة في مواجهة تغيّر المناخ لم يعد خياراً بل ضرورة اقتصادية واجتماعية، مشيراً إلى أن المرأة شريك رئيسي في منظومة الإنتاج وإدارة الموارد الأسرية. وشدد الاتحاد على أهمية:
– توسيع الشمول التأميني للمرأة.
– تصميم منتجات تأمينية مرنة وحساسة للنوع الاجتماعي.
-دمج المرأة في عمليات اتخاذ القرار الخاصة بالتخطيط لمخاطر المناخ.
– دعم مشروعات المرأة الصغيرة والمتوسطة لضمان استدامتها في مواجهة الكوارث.
توصيات التقرير
خرج التقرير بعدد من التوصيات لتعزيز دور التأمين في تمكين المرأة، أبرزها:
– تبني منتجات تأمينية تستجيب لاحتياجات النساء والأصول التي يدرنها.
– الاعتماد على التكنولوجيا المالية لتسهيل الحصول على التأمين وصرف التعويضات.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم بنوك وتأمين على موقعك المفضل البيان الاقتصادي نيوز.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:

















































