يربط بين شعبي مصر والإمارات، قيادة وحكومة وشعباً جسور من المحبة ومشاعر الأخوة الوطيدة، التي انعكست بشكل إيجابي على العلاقات المتميزة في مختلف المجالات.
ولأن الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الإماراتية المصرية يؤكد هذا المفهوم، فكان من الطبيعي أن يكون الشعار الذي تحمله الاحتفالية متناغماً مع تلك العلاقات الوطيدة بين البلدين، لذا لم يكن هناك أفضل من شعار يمثل مزيجاً بين الهويتين والثقافتين، متمثلاً في “الهرم” وهو أحد أهم روافد الحضارة المصرية، مع شعار “الخطوط السبعة”، الذي يمثل خريطة دولة الإمارات العربية المتحدة.
و”الهرم” هو الرمز الأهم لمصر، التي تزخر بالعديد من الأهرامات، إضافة إلى أهرامات الجيزة الثلاثة (خوفو وخفرع ومنقرع) التي تعد القبلة الأولى للسائحين القادمين من خارج البلاد، وهرم سقارة للملك زوسر.
وظلت الأهرامات شامخة لأكثر من 5 آلاف سنة، يتفاخر بها المصريون والعرب، ويحرصون على زيارتها، للوقوف عند تفاصيل هذا البناء الضخم، وكذلك مشاهدة عروض الصوت والضوء المعتادة هناك.
أما الهوية الإعلامية الإماراتية فهي ثمرة مشروع وطني أُطلق في العام 2019 وهدف إلى إبراز هوية الدولة، وترسيخ صورتها الإيجابية إقليمياً ودولياً ونقل قصتها الملهمة ورحلة تصميمها المستمرة إلى العالم.
في نوفمبر من نفس السنة، قام 49 من المبدعين الإماراتيين من مختلف إمارات الدولة بتصميم ثلاثة شعارات محتملة للهوية الإعلامية الجديدة. ودعت حكومة الإمارات الجمهور داخل الدولة وخارجها إلى المشاركة في التصويت لاختيار الشعار الذي يرون أنه يمثل قصة نجاح دولة الإمارات، ورحلتها للخمسين عاماً المقبلة. وكانت التصاميم الثلاثة التي تم التصويت عليها حققت رقماً قياسياً عالمياً في عملية التصويت بتسجيلها أكثر من 10 ملايين مشاركة من 185 دولة.
وفي خطوة حولت المشروع الوطني إلى مبادرة إنسانية عالمية، تعهدت دولة الإمارات بغرس شجرة عن كل عملية تصويت على اختيار هويتها الإعلامية المرئية في عدد من المناطق الأكثر حاجة حول العالم.
ويمثل شعار “الخطوط السبعة” خريطة دولة الإمارات، حيث تبدو الخطوط، التي تحمل ألوان علم الإمارات، أقرب إلى أعمدة شاهقة، ودعائم راسخة، ثابتة في أرضها، في دلالة تشير إلى علوّ الهمة وتسارع التنمية، وهي سبعة أعمدة تشكل سبع منارات، وسبعة مؤسسين، تقديراً للقادة السبعة الذي وحدّوا أحلام الشعب الإماراتي تحت راية علم واحد لدولة متحدة. وهي سبعة كذلك لأنها ترمز إلى اتحاد الإمارات السبع.
ويعطي مزج هذين الرمزين بكل ما يحملان من دلالات شامخة وراسخة في شعار الاحتفالية، انطباعاً يؤكد الحرص على تعزيز أواصر الترابط والأخوة بين الدولتين. وسوف يدخل الشعار (الهرم والخطوط السبع) كأحد عناصر الإبهار والتشويق ضمن حفل ختام الاحتفالية الذي سيُقام تحت سفح الأهرامات.