قال هاني جنينة مدير قسم البحوث – شركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية انه أثناء فحصي المستمر للسوق بحثًا عن فرص استثمارية قادرة على تحقيق عوائد تتفوق على أداء السوق (Alpha)، لفت نظري سهم المشروعات الصناعية والهندسية (IEEC)، ليس فقط بسبب أدائه السعري، بل بسبب التطور الهيكلي الذي تمر به الشركة، والذي يذكرني بقصة نجاح شركة باركين الإماراتية.
لماذا باركين؟ ولماذا الآن؟
باركين تُعد المزود الأكبر لخدمات ساحات الانتظار العامة في دبي، وتعمل بنظام الامتياز، وتحقق هامش ربح إجمالي يقترب من 90%، وتتداول عند مضاعف ربحية يصل إلى 30 مرة.
ولدى مقارنة هذا النموذج بما يحدث في المشروعات الصناعية، وجدت أن هناك ملامح تقارب تستحق الدراسة.
أداء السهم يُرسل إشارة
في جلسة أمس، قفز سهم المشروعات بنسبة 5.5% بسيولة لافتة بلغت 84.5 مليون جنيه، لترتفع مكاسبه منذ بداية العام إلى 63%.
ومع سعر 0.44 جنيه، تبلغ القيمة السوقية 640 مليون جنيه، ما يعكس مضاعف ربحية 25.9 مرة بناءً على صافي ربح 24.7 مليون جنيه خلال آخر 12 شهرًا.
من أزمة سيولة إلى نقطة انعطاف
عانت الشركة تاريخيًا من مشكلات جوهرية: حجم مبيعات منخفض وخسائر تشغيلية، ومع نهاية 2023 كان رصيدها النقدي 7.9 مليون جنيه فقط، ونسبة النقدية 1%، مع التزامات ثقيلة تشمل:
64.1 مليون جنيه قروض بنكية قصيرة الأجل
نحو 150 مليون جنيه مستحقات لهيئة التأمينات الاجتماعية
لكن عام 2024 كان عام الإصلاح الكبير.
فقد نجحت الشركة في تأمين 300 مليون جنيه نقدًا عبر:
1. بيع قطعة أرض بمدينة نصر لشركة إميرالد للتطوير التعليمي
2. زيادة رأس المال بقيمة 194.4 مليون جنيه
النتيجة:
ارتفع الرصيد النقدي إلى 155 مليون جنيه، وتمت تسوية القروض البنكية بالكامل، وقفزت نسبة النقدية إلى 27.4%.
بداية قصة باركين المصرية
في مايو 2025، أعلنت المشروعات عن حصولها على عقد بقيمة 200 مليون جنيه من شركة الجراجات الذكية SGC لتنفيذ المرحلة الثانية من جراج روكسي.

ثم بعد أشهر قليلة، أعلنت نيتها الاستحواذ على الشركة بالكامل.
هذا التطور دفعني إلى مراجعة تاريخ الجراجات الذكية، حيث تُظهر تقارير 2022 أنها تكبدت خسائر في المرحلة الأولى بسبب فجوة بين:
نفقات رأسمالية ضخمة
وتكاليف تشغيلية مرتفعة
وعوائد أقل بكثير من المخطط (1.7 جنيه/ساعة بدلًا من 10 جنيه)
كما لم يتم تطبيق قرار منع الانتظار خارج الموقف، وهو ما كان عنصرًا أساسيًا لنجاح نموذج BOT.
ولمعالجة خسائر المرحلة الأولى، اتفقت الشركة مع محافظة القاهرة على بناء جراج تقليدي في المرحلة الثانية بسعة 550 سيارة، بدلًا من النموذج الذكي بالكامل.
وكانت الجراجات الذكية تخطط للحصول على امتياز تشغيل أماكن انتظار عامة في محيط المشروع عبر عدادات وقوف.
لماذا المشروعات قد تتحول إلى باركين المصرية؟
– الشركة الآن تتمتع بمركز مالي قوي بعد زيادة رأس المال وتسوية الديون.
– لديها قدرة إنشائية متخصصة تؤهلها لتنفيذ المراحل الجديدة بكفاءة أعلى.
– دخول نشاط امتيازات الانتظار — إن تم — سيحوّل الشركة من “مقاول بنية تحتية” منخفض الربحية إلى “مزود خدمات حضرية” عالي الهامش، على غرار “باركين”.
– إذا تم دمج أنشطة الجراجات مع خبرات المشروعات وأوضاعها المالية المحسّنة، فقد نكون بصدد ولادة نسخة مصرية من نموذج باركين خلال السنوات المقبلة.
وتابع: سنحاول خلال الفترة القادمة التواصل مع إدارة الشركة للحصول على تفاصيل إضافية، وسنوافيكم بالتحليل فور توفر أي بيانات جديدة.
انت تقرأ هذا الموضوع في قسم أخبار تهمك على موقعك المفضل البيان الاقتصادي نيوز.
كما يمكنم ايضا تصفح المزيد من الاقسام الهامة في موقعنا:

















































